مشاريع المنح البحثية الممولة في إطار الدورة الثانية

عليا مسلم: ورشات العمل التاريخية في مصر: بحثًا عن لغة جديدة لكتابة التاريخ، الأمل واليأس

لقد ركز هذا المشروع على فكرة مركزية واحدة – إتاحة النفاذ إلى الكتابات التاريخية، وبخاصة الكتابات التاريخية الهامشية المتعلقة بالأحداث الثورية الرئيسية. أما كيف حدث أن اتبعت هذا المنحى، فلذلك شقّان: الشق الأول يهدف إلى خلق مساحات من خلال ورش العمل - لمجموعات من الطلاب والفنانين والنشطاء - لإعادة استكشاف - لحظات ثورية في التاريخ، وللطعن بأسلوب إعادة كتابة التاريخ. والشق الثاني هو لبناء موقع على شبكة الانترنت يحتوي على محفوظات (جرى استردادها في ظل بحثي الخاص أو تبرّع بها مؤرخو مصر الأسخياء) لإتاحة النفاذ إلى مصادر هذه الروايات.

من خلال هذا العرض، سوف أبين مراحل تجربة أولى ورشات العمل التاريخية هذه في صعيد مصر مع 20 مشاركا من 12 محافظة مختلفة. جرت هذه الورشة في جزيرة سهيل النوبية. ويستند الخيار على معاييرنا في اختيار المجتمعات والمناطق التي أسقطها التاريخ المصري (أو همّشها) ، على الرغم من أهميتها المحورية بالنسبة للتاريخ الاجتماعي والثقافي والسياسي في البلاد. وقد كانت كتابات تاريخ صعيد مصر، محورية بالنسبة إلى مواضيع ورشة العمل، وبشكل أكثر تحديدًا تلك المجتمعات النوبية التي استضافتنا.

لقد أصبحت ورش العمل محاولة لزيادة الوعي النقدي حول كيفية كتابة التاريخ، وكيف يمكن قراءته من خلال استكشاف المصادر الأولية - المحفوظات والشهادات الشفوية، والصحف، والروايات، وشبكة الإنترنت وحتى المواقع المعمارية. ولكن الأهم من ذلك هو أنه ومن خلال استكشاف طرق "إعادة سرد" الروايات التي تم استردادها، بات ذلك فضاء لتطوير لغة جديدة

إذ أنه، وفي الوقت الذي يخيم اليأس بشكل كبير على نفوس أولئك الذين "يؤمنون" بعالم أفضل - ساعدت ورش العمل في خلق فضاء حيث تم استكشاف لغة جديدة للتعبير عن هذا "الوزن". في هذه اللحظة الراهنة، ما عاد الأمل كما كان في الماضي، ولا اليأس كذلك الأمر. الثورات ليست ما كانت تدرّس لنا، ولكن الديكتاتوريات العسكرية لم تكن كذلك. في خضم هذه الفترة، جرى استخدام اللغة الخطابية وإعادة تدويرها وجعلها بالية؛ إن تجارب مثل هذه تخلق مساحات حيث يمكن اكتشاف الكتابات التاريخية القديمة من جديد، وحيث يمكن التعامل مع الحاضر من خلال القراءة في الماضي.

من خلال اللجوء إلى إعادة إنتاج بأشكال غير أكاديمية الطراز (مثل سرد القصص والأفلام)، كنا نأمل أن هذه الروايات غير المستثمرة يمكن إتاحتها لـ (غير) المؤرخ الطامح، وكذلك المجتمعات التي نستكشفها.

عليا مسلم حائزة على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية التي تستكشف تاريخًا شعبيًا في مصر الناصرية، من خلال ما سرد من قصص، والأغاني التي يغنيها الناس خلف ثورة 1952. على وجه التحديد، العمال الذين بنوا السد العالي، النوبيون الذين نزحوا جراءها، وأعضاء من المقاومة في بورسعيد والسويس بين عامي 1956 و 1973. وهذا جزء من بحثها المستمر حول الحركات الشعبية التي تقولب التاريخ المصري، إلا أنها نادرًا ما تسرد. هي تعمل الآن في تعليم الشباب داخل المؤسسات الأكاديمية في مصر وخارجها (وفي ما يعدو ذلك) في البحث في أعماق تاريخها المجتمعي واستكشاف سبل سردها. وهي تدرّس في الجامعة الأميركية بالقاهرة، ومركز القاهرة للآداب والعلوم، كما أنها تعقد سلسلة من ورشات العمل حول "استعادة التاريخ الثوري" مع الطلاب والناشطين والفنانين في المحافظات في جميع أنحاء مصر. كما أنها عملت مع عدد من المسرحيين لتوثيق التجارب الثورية في الوقت الحاضر، واستكشاف كتابات تاريخية بديلة للماضي، وإعادة تمثيلها على خشبة المسرح. إنها لا تزال تبحث عن هذه القصص، والأغاني، في محاولة منها لاستعادة تاريخ مفقود من الحركة الشعبية؛ وعلى أمل أن  نتمكن من كتابة تاريخنا ذات يوم.

تشمل منشوراتها عملها على النشاط الشبابي في مجلد"التحول الديمقراطي في الشرق الأوسط"؛ تاريخ عمالي للسد العالي في أسوان في مجلة تاريخ الماء؛ ومنشور مقبل عن ورش التاريخ في صحيفة ورشة العمل التاريخية. كما أنها تكتب لمدى مصر.

عرض الكل
ACSS

رسالة من إدارة المجلس

اقرأ

ACSS

تحديد الإحتياجات

موارد للبحوث | المرصد

ACSS

إنتاج الأبحاث رفيعة المستوى

أبحاث | اصدارات

ACSS

تعزيز القدرات

تعزيز القدرات | التدريب

ACSS

المنابر والعمل الشبكى

التشبيك | الجمعية العمومية

ACSS

دعم الفكر المستقل

دعم الفكر المستقل