مشاريع المنح البحثية الممولة في إطار الدورة الأولى

ندى غندور-ديميري:  التحول إلى طابع المنظمات غير الحكومية، ضبط المعارضة وازدياد اللامساواة داخل المقاومة الشعبية الفلسطينية

لقد أصبح مفهوم اللاعنف مفهوماً رائجا أخذت العديد من المنظمات غير الحكومية الفلسطينية تدعو إليه وتعمل على نشره. يعتزم المشروع البحثي المقترح تنفيذ بحث بأساليب حديثة بشأن استخدام هذا المفهوم من قبل المنظمات غير الحكومية ومقارنته بطريقة استخدامه (أو عدم استخدامه) من قبل اللجان الشعبية. يستند المشروع إلى بحث أولي أجرته الباحثة أثناء إعداد أطروحتها لنيل شهادة الدكتوراة، حيث اتضح أثناء البحث أن العديد من المنظمات غير الحكومية الفلسطينية تستخدم مفهوم اللاعنف كقيمة يجب تعليمها للفلسطينيين كجزء من جهودها لتطوير المجتمع المدني وتمكينه، بدلاً من أن يكون استراتيجية سياسية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي. هذا التأكيد على اللاعنف كقيمة يرجع بصورة أساسية إلى شروط التمويل والأجندات السياسية التي وضعتها الجهات المانحة الأجنبية. علاوة على ذلك، أدت عملية التحول إلى طابع المنظمات غير الحكومية(NGO-ization)  والاعتماد على الجهات المانحة الأجنبية إلى حالة من التشظي في النشاط السياسي الفلسطيني وخلق أوجه من اللامساواة بين النشطاء. وبالتالي فإن الهدف الرئيسي من المشروع هو دراسة الدور الضبطي الذي تؤديه الجهات المانحة الأجنبية أحياناً، وذلك من خلال دراسة عملية التحول إلى طابع المنظمات غير الحكومية واستخدام مفهوم ’اللاعنف‘. ويستهدف البحث موضوعين من المواضيع الواردة في دعوة تقديم المشاريع التي أطلقها المجلس العربي للعلوم الاجتماعية: موضوع التنمية هو موضوع واضح في التركيز على إضفاء طابع المنظمات غير الحكومية واستخدام المفاهيم المفروضة مثل ’اللاعنف‘ الذين تناصرة ’الأوساط الإنمائية‘(development industry)والجهات المانحة؛ كما أن موضوع اللامساواة هو موضوع مركزي في تحليل الأعراض الجانبية لإضفاء طابع المنظمات غير الحكومية، وتحديداً اللامساواة الاجتماعية التي تنشأ بين الأشخاص  الذين يعملون في قطاع المنظمات غير الحكومية وأولئك الذين يعملون  على مستوى القاعدة الشعبية.

ندى غندور-ديميري هي زميلة أبحاث في كلية علم الاجتماع والعلوم السياسية والدراسات الدولية في جامعة بريستول، التي حصلت منها على درجة الدكتوراة. وبحثت في أطروحتها في أساليب تطبيق المقاومة اللاعنفية ضد الاحتلال الإسرائيلي وطريقة ضبطها. وتعمل حالياً منسقة مشاركة للشبكة الوطنيةمع مؤسسة آنا ليندتفي اليونان، وباحثة في مجلة ’جدلية‘ الإلكترونية وهي عضوة في فريق تحرير صفحة ’الأنشطة اليومية للمقاومة‘ التابعة للمجلة.