مشاريع المنح البحثية الممولة في إطار الدورة الأولى

ساحرة ر. بليبلة، مايكل فيسينتي بيريز، ثائرة بليبلة: تأثيرات إنسانية: تقييم اللامساواة الاجتماعية والمادية في الفضاء الحضري لمخيم جنين للاجئين

تعكس مشكلة اللاجئين الفلسطينيين على نحو موضوعي تاريخ التشريد والنفي والاحتلال والمقاومة والارتباط بالوطن. وبالنسبة لللاجئين الفلسطينيين في المناطق الفلسطينية المحتلة، فقد تشكّل التاريخ إلى حد كبير بفعل سياق الاحتلال الإسرائيلي. هذا المشروع البحثي يدرس سياق ما بعد الاجتياح في مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية المحتلة. تأسس هذا المخيم في عام 1953، وتم تدميره جزئياً في عام 2002 أثناء إعادة احتلال إسرائيل للضفة الغربية، وتمت إعادة بنائه في عام 2005. وتم تمويل عملية إعادة الإعمار من جهات مانحة دولية ونفذتها وكالة الأونروا، وتشكّل هذه العملية مثالاً رئيسياً لطريقة عمل التنمية في العماليات الإنسانية في مناطق النزاعات. يتناول هذا البحث الكيفية التي عملت فيها الهياكل الدولية للتنمية في العمليات الإنسانية من أجل اللاجئين الذين أُعيد تشريدهم في عام 2002، وكيف عملت معهم وضدهم في الوقت نفسه. كما سيتناول البحث الكيفية التي ترتبط بها جهود إعادة الإعمار بإنتاج أوجه اللامساواة بين اللاجئين والمؤسسات الدولية التي أُقيمت لخدمتهم، وبين اللاجئين أنفسهم حال إتمام عملية إعادة الإعمار. وسيتفحص جزء رئيسي من هذا المشروع البحثي الطريقة التي ينظر بها الفلسطينيون إلى أنفسهم في مرحلة ما بعد الاجتياح. وفي سياق التنمية في العمليات الإنسانية، سنبحث الكيفية التي يتعاطى فيها الفلسطينيون مع تطلعاتهم وحقوقهم كلاجئين في مقابل علاقات القوة المحلية والإقليمية والدولية. وبصفة محددة، سنتناول الكيفية التي عمل بها إطار التنمية للأعمال الإنسانية مع مطالبات اللاجئين بحقوق الإنسان والأمن وضد هذه المطالبات. علاوة على ذلك، سوف ندرس مدى أهمية سياق ما بعد إعادة الإعمار لمعنى المجتمع المحلي في المخيم وتاريخ المخيم ومستقبله.

ساحرة بليبلة، حائزة على درجة الدكتوراة، وهي أستاذة مساعدة في جامعة الإمارات العربية المتحدة في قسم الهندسة المعمارية والتخطيط الحضري. وعملت قبل ذلك باحثة زائرة في جامعة واشنطن في مدينة سياتل الأمريكية حيث حصلت على درجة الدكتوراة في التخطيط الحضري. وركزت في بحثها على التوسع الحضري غير الرسمي، والدراسات السلوكية، مع تركيز خاص على التبعات السلوكية للنزاعات السياسية والعسكرية على المجتمعات المحلية والبيئات الحضرية. وتتضمن اهتماماتها البحثية الأوسع الإنتاج الاجتماعي السياسي للفضاء العام، وقضايا الهوية والثقافة، وعلم الإنسان للمكان، والحياة اليومية للناس الذين يعيشون في مناطق النزاعات.

وبوصفها مهندسة معمارية ومتخصصة في التخطيط، فإن نهج البحث المتعدد التخصصات الذي تعتمده الدكتورة بليبلة وخبرتها العملية تعمل على تجسير الفجوة بين النظرية والممارسة. إضافة إلى ذلك، تستند الدكتورة بليبلة إلى خبرة مهنية وأكاديمية تمتد عدة سنوات كأستاذة ومستشارة لعدة مؤسسات، بما فيها جامعة النجاح الوطنية في بيرزيت في فلسطين، والأمم المتحدة، والمفوضية الأوروبية، والبنك الدولي. وهي تناصر النُهج  القادرة على الحد من العوائق، مثل العيش تحت الاحتلال، ومحدودية الموارد، وعبر تشجيع نُهج التخطيط التي تنطلق من أسفل الهرم الاجتماعي نحو الأعلى وتستفيد من الخبرات المحلية وتكشف عن جوانب نوعية في الخبرة اليومية للناس الذين يواجهون القوة القسرية. حصلت ساحرة بليبلة على درجة البكالوريوس في الهندسة المعمارية في فلسطين، ودرجة الماجستير في التخطيط الحضري في فلسطين، ودرجة الدكتوراة في التصميم والتخطيط الحضري من جامعة واشنطن في مدينة سياتل الأمريكية. ونشرت عدة أوراق بحثية في مجلات علمية دولية وخلال مؤتمرات أكاديمية وعلى موقع الإنترنت voicesthroughwalls.org

مايكل فيسينتي بيريز حصل على درجة الدكتوراة في عام 2011 في علم الإنسان الاجتماعي الثقافي وعمل في أبحاث في دراسات الشرق الأدنى، وشؤون الإثنية والقومية، والهجرة والتشرد العابرَين للحدود، وشؤون اللاجئين وحقوق الإنسان، والسياسات الإسلامية، والذاكرة والعنف. وتشمل اهتماماته البحثية تأثير الهجرة والتشرد على تشكيل معنى الإثنية والأمة والوطن للاجئين، وسياسات الهوية الإثنية-الوطنية في الأردن. ويبحث مايكل في كيف شكلت السياسات المحلية والدولية ومعنى التشرد أشكالاً محددة للهوية التي تؤكد على الإمكانات والقيود أمام إقامة الدولة الفلسطينية بين اللاجئين في الأردن. أستندت أطروحته لنيل درجة الدكتوراة على بحث إثنوغرافي لمدة عامين، وأظهرت كيف برزت الفئتان الإثنية والوطنية للهوية، سواء على مستوى الدولة، والنخب الوطنية، أو الناس العاديين، ضمن شبكة مترابطة من النضالات الوطنية وعبر الوطنية التي كشفت عن مواقف متباينة للاجئين الفلسطينيين ضمن الدولة المضيفة كمواطنين أردنيين وكمجتمع يعيش في الشتات. وفي أبحاثه المستقبلية يخطط بيريز على توسيع تركيز الدراسات الإسلامية إلى أمريكا اللاتينية من خلال دراسة تواريخ وتجارب المجتمعات الإسلامية في أمريكا اللاتينية. وسيبحث كيف تم إدماج الإسلام في حياة تلك المجتمعات وماذا توضّح بشأن التقاطعات بين الثقافة العربية والثقافة الأمريكية اللاتينية، والهجرة والسياسيات. ويتسم هذا البحث بإمكانية تناول أسئلة أوسع حول الكيفية التي تؤثر فيها القوى المحلية والدولية في إنتاج المجتمعات المحلية الإسلامية، ويوفر فرصة لدراسة معنى الهجرة والتعبير عن الإسلام في أمريكا اللاتينية.

ثائرة بليبلة هي مهندسة معمارية حصلت على شهادة الماجستير في التخطيط من جامعة النجاح الوطنية في نابلس. وأعدت أطروحة بعنوان "القراءة المعمارية للسجلات العثمانية في المحكمة الشرعية في مدينة نابلس بين عامي 1655 و 1807". يركز بحثها على تحليل العبارات الرمزية في السجلات العثمانية للمحكمة الشرعية في مدينة نابلس، وتهتم هذه الدراسة بالنواحي المعمارية في السجلات العثمانية بين عامي 1655-1807. وتعمل ثائرة مع اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، ومع فريق من المعماريين والمتخصصين بالآثار من أجل تطوير توثيق أثري وسياحي شامل حول سبسطية. ويتمثل هدف المشروع في إنجاز مسودة لخطة متكاملة لإدارة سبسطية والمحافظة عليها. ومن بين مسؤولياتها: جمع المعلومات وجردها (كالخرائط والصور الجوية والمخططات)، وتحليل البيانات وتوثيقها، ووضع مجموعة من الخرائط تركز على مواضيع مختلفة محددة على المكان المادي(geo-referenced thematic maps)، وإقامة ورش عمل ومجموعات تركيز مع المجتمع المحلي لتقييم الاحتياجات والثغرات في القطاعات المختلفة، وإعداد تقرير نهائي. وتم إعداد خريطة تفاعلية للعصور المختلفة في سبسطية وهي تشير إلى نقاط القوة الأساسية للنسيج الاجتماعي للبلدة. كما جرى خلال هذه العملية وضع خريطة اجتماعية للأنشطة. وتم توثيق جميع الخرائط باستخدام نظام المعلومات الجغرافية. واكتسبت ثائرة خبرة في التدريس والتطوير المجتمعي. كما عملت في مشروع لتقييم الاحتياجات في مخيم جنين للاجئين بعد إعادة بناء فضاءاته الحضرية.