أحمد حسني: السيادة والسيطرة على الأراضي والسياحة في سيناء
الملخص: شكّل بروز الحركات المقاتلة في سيناء مؤخرًا تحديات كبيرة للمؤسسة السياسية في مصر في حقبة ما بعد مبارك. فما بين خطاب "الحرب على الإرهاب" من ناحية والحرمان الذي يعاني منه البدو من ناحية أخرى، أصبح الوضع في سيناء قاتمًا. تحاجج هذه المقالة المكونة من ثلاثة أجزاء أنه من أجل فهم الوضع الحالي في سيناء يتعين علينا أن ننظر إلى تاريخ العلاقة بين الأراضي والدولة المصرية، وبين المركز والهامش. وتدرس المقالة تاريخ هذه العلاقة منذ عهد محمد علي باشا، وتحاجج بأن سيناء لم تصبح كيانًا جيو-سياسيًا حتى النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وارتبطت ولادة هذا الكيان مع نزاع جيو-سياسي، أولًا بين بريطانيا والدولة العثمانية، ثم بين مصر وإسرائيل. ودشّن هذا التاريخ من النزاع على الأرض تقليدًا من الترتيبات الأمنية المفرطة، التي أدت في الواقع العملي إلى إقصاء سيناء عن سائر البلد، أو بمعنى آخر تقسيم الأراضي إلى مناطق منفصلة. وكان قدوم السياحة إلى الجنوب العامل الأهم في تحديد التشكيل المكاني في سيناء، وخصوصًا في الجنوب. والأمر الأهم أن الدولة استخدمت السياحة كوسيلة للسيطرة على الأراضي (Territorialization) ولتمصير (Egyptianization) المنطقة. وبمعنى آخر، كانت وسيلة لتوسيع سيطرة الدولة على المكان وساكنيه خلال السنوات التي تلت الانسحاب الإسرائيلي عام 1982. ووفقًا لهذه المقالة، تتمثل السيادة في عملية السيطرة على الأراضي أو رسم الفضاءات.
وكانت هذه السياسة ناجحة إلى حد ما، ولكن بصورة محدودة، بمعنى أن المناطق التي انتعشت فيها السياحة، مثل الجزء الجنوبي الشرقي من سيناء، تم ضمه إلى جهاز الدولة الأمني والإداري. أما المناطق التي لم تُستغل في السياحة، فما زالت خارج سيطرة الدولة، وخصوصًا المناطق النائية والشمال. وليس من المفاجئ أن حوادث التمرد ظهرت في الشمال الشرقي من سيناء. وتكمن المفارقة هنا في أنه بينما هدفت السياسات الحكومية إلى إعادة وصل سيناء بسائر البلد، إلا أن ذلك أدى إلى زيادة تقسيمها. وأصبح يوجد سينائين: واحدة تتمثل في الأراضي السياحية، والثانية ما تبقى من شبه الجزيرة. ويتم تقسيم هذين المكانين وفقاً لعلاقتهما بالمركز، والتفاوت في الدخل، إضافة إلى الفروقات الإثنية حيث يتزايد انتقال المجتمع البدوي إلى الداخل وإلى المزيد من الفقر. ويبدو هذا وصفة لبروز الاضرابات.
أعمال منشورة ذات صلة بهذا المشروع:
- سنبل في سيناء: قصة حول السيطرة على الأراضي
أحمد حسني طبيب ومصور يعمل في برشلونة. يمكنكم متابعة أعماله على مدونته: http://thewhiteboard.info
رسالة من إدارة المجلس
تحديد الإحتياجات
تعزيز القدرات
المنابر والعمل الشبكى
دعم الفكر المستقل
حقوق النشر © 2024
المجلس العربى للعلوم الاجتماعية
سياسة الخصوصية
شروط الخدمة
المجلس العربى للعلوم الاجتماعية
بناية علم الدين، الطابق الثاني
شارع جون كندي، رأس بيروت
بيروت – لبنان
هاتف :214 370 1 961
فاكس :215 370 1 961
بريد الكترونى: admin@theacss.org