الدورة الأولى لمشغل النماذج الفكرية الجديدة

حسين زبيري: الدولة والسيادة والحركة النقابية في الجزائر: النشاط النقابي للنقابات المستقلة نموذجًا

الملخص: بالرغم من الأزمات الداخلية وأعمال القمع الخارجي التي تواجهها الحركات العمالية والنقابية في جميع أنحاء المنطقة العربية اليوم، فقد تمكنت من زيادة طاقتها التعبوية  وأن  تستمر كفاعل محوري في العديد من التحولات الأخيرة التي يشهدها العالم العربي. في هذه الورقةالتي تركز على حالة الحركات العمالية المستقلة في الجزائر، أحاجج بأن هذا الاستمرار والنجاح يرجعان إلى القدرات التنظيمية والتعبوية التي لها فيها تجربة وخبرة طويلة الأمد. إن العوامل التاريخية واستراتيجيات التأطير الأيديولوجي قد ساعدت الحركات العمالية في الحفاظ على أهداف واضحة، خلافًا للحركات العفوية والاجتماعية الجديدية التي تفتقر إلى خطط واضحة. وبالطبع، فإن نجاح الأشكال الجديدة من تحركات العمال قد دفعت الدولة إلى ابتكار طرق جديدة لتضييق الخناق عليهم واعتماد إجراءات تعسفية ضدهم. وتنوعت محاولات المراقبة والضبط واتخذت أشكالًا مختلفة من محاولات الاحتواء،  وشراء الذمم، إلى التضييق القانوني والتهديد بالحبس وغيرها من أشكال المراقبة التي تفرضها الأنظمة السياسية الحاكمة في العالم العربي عمومًا، وفي الجزائر على خصوصًا. ويقدم التحليل هنا دراسة تاريخية عن دورات الصراع التي تميل لأن تمر من خلال نوعين من المراحل الدورية: فترات الوفاق والتعاون الزبائني(clientelistic)  بين الدولة والعمال، ومن ثم فترات اضطراب، إذ أصبحت النقابات أكثر جرأة واستقلالية، وقد ردّت الدولة بتحركات لإضعافها وقمعها. وتفصّل هذه الورقة نموذجًا متميزًا من السيادة الشعبية التي تحددها ممارسات العمال المستقلة عن التنظيم والحكم الذاتي. وأحدد على وجه الخصوص علاقة العامل الجزائري مع الزمان والمكان داخل المصنع، الذي يرتبط بتحركه وعمله، والذي يرتبط بحركة الآلات كشكل من أشكال العامل الصناعي الكلاسيكي، الذي تبنى عليه آمال التغيير الاجتماعي، والتي ترتبط بأشكال الزمان والمكان المرتبطة بالثقافة المحلية.

حسين زبيري أستاذ محاضر بمعهد العلوم الاجتماعية والانسانية، جامعة زيان عاشور، الجلفة، الجزائر منذ عام 2004، وباحث مشارك في مركز البحث في الاقتصاد التطبيقي والتنمية (CREAD) بالجزائر. حصل على شهادة دكتوراه في علم الاجتماع، تخصص في التنظيم والعمل، حيث كان موضوع أطروحته "النخب النقابية واستراتيجية النشاط النقابي". وحصل على شهادة الماجستير، تخصص في علم الاجتماع الثقافيّ، حيث كان عنوان الرسالة "النخبة السياسية المحلية ورهانات التسيير المحلي". عمل في السابق في المعهد الوطني للصيانة الكهربائية بالجزائر، وهو عضو هيئة تحرير مجلة "دراسات اجتماعية"، الصادرة عن مركز البصيرة للبحوث. ساهم في العديد من المشاريع البحثية منها مشاريع حول النخبة الاقتصادية والحركات النقابية. وعمل كخبير ناشئ مع المفوضية الاوروبية على مشروع (MEDA) لتأهيل المؤسسات الاقتصادية في الجزائر. كما شارك في العديد من الملتقيات الوطنية والدولية بالجزائر، حيث تناولت أغلب مداخلاته موضوع الحركات النقابية والحركات الاجتماعية التي تشكل محور اهتماماته البحثية.