المؤلف: أحمد الخطابي
العدد: ورقة عمل رقم 7
التاريخ: تشرين الأول/أكتوبر2019
الملخص
تسعى هذه الدراسة إلى محاولة معرفة واقع التحرش والعنف الجنسي في الوسط الجامعي وفهم ميكانيزماته، عبر الوقوف على أشكاله، وما إذا كان يشكل عامل خطر يساهم في الرفع من درجة الإحساس باللاأمن. انطلاقًا من فرضية أن التحرش الجنسي ليست ظاهرة مستقلة كحقيقة موضوعية؛ وإنما يتم بناؤها اجتماعيًّا وثقافيًّا وفق تمثلات الأفراد. یبدو بحثها من منظور كیفي مهمًّا جدًّا، لتحدید الدوافع الكامنة في بناء هذه التمثلات وفهم دلالاتها، وتبيان جذورها، اعتمادًا على تقنية المقابلة المعمقة نصف الموجهة مع عينة من الطلبة.
وقد كشفت المعطيات الميدانية أن ظاهرة التحرش والعنف في الوسط الجامعي حاضرة بقوة في جامعة مكناس المغربية لدرجة أنها أصبحت في نظر الطلبة سلوكًا اعتياديًّا ورياضة يومية، ذكورًا وإناثًا على حد سواء، جعلهم يطبِّعون معه (Normalisation) من دون أن يصنفوه في درجة الخطر. في حين نجد أن حضورها في جامعة بوردو (Bordeaux) الفرنسية مُقنَّع وغير بادٍ للعيان نظرًا للتصور والتمثل اللذين يحملهما الوافدون للجامعة والتي يعتبرونها فضاء آمنًا يحمل خصوصية لرواده، وهو ما يرفع مستوى الخطر وإمكان التعرض للأذى الجنسي. ما يفسر وجود عنف جنسي قوي في فضاء هذه الجامعة، يكون مرتكبوه في الغالب لا ينتمون إلى فضائها وعالمها، مقارنة مع الجامعة المغربية التي نجد أن المتحرشين، في غالبيتهم، ينتمون لعالم الجامعة إما طلبة أو إداريين أو أساتذة.
الكلمات المفتاحية: التحرش الجنسي ـ الجامعة ـ إحساس اللاأمن ـ تمييز جنسي ـ سلطة ذكورية
عن المؤلف
أحمد الخطابي حاصل على درجة الدكتوراه في السوسيولوجيا في موضوع "العنف المدرسي وأثره على جودة الحياة المدرسية بالمغرب"، يعمل أستاذًا للسوسيولوجيا في كلية الآداب والعلوم الإنسانية، مكناس، المغرب.حصل على منحة للدراسة لما بعد الدكتوراه في جامعة بوردو الفرنسية في إطار برنامج أطلس ATLASالممول بشراكة مع المجلس العربي للعلوم الاجتماعية ومؤسسة دار علوم الإنسان (FMSH) في باريس. له عدد من الدراسات مرتبطة بالعنف والشباب والفضاء العمومي.
* حقوق الطّبع والنّشر تعود إلى المؤلَّف/ة.