الدورة الأولى لمشغل النماذج الفكرية الجديدة

نادين بكداش: سيادة الإخلاء: تحوّل مستأجري المساكن القديمة من مواطنين إلى عقبات أمام الدولة

الملخص: تنظر هذه الورقة في الإطار الاجتماعي-المكاني لسياسة ضبط الإيجارات في بيروت، من خلال دراسة التحولات التاريخية في تكوين سيادة الدولة والسيادة الشعبية. وهي تعيد تفسير "الدولة الضعيفة"، وهو الوصف الذي تسبغه الدولة اللبنانية على نفسها بطريقة جديدة باعتبارها بنية متعددة الشرائح، وانتقائية، ومتقلبة، يعتريها غموض متزايد من حيث تقاطع ممارسات الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية، مما يتيح للطرفين حصانة كاملة في ممارسة السلطة القائمة على العنف والطرد وتكريس الصبغة غير الرسمية. وتتناول الورقة ثلاث مراحل لقراءة التحول في السيادة الوطنية ومضامينها في ما يخص تورطها في إعادة تعريف أشكال المقاومة من السيادة الشعبية للتغييرات التي طرأت على ضبط الإيجارات: (1) فترة ما بعد الاستقلال، عندما ضمنت الدولة خلال الفترة من عقد الأربعينات إلى عقد السبعينات من القرن العشرين إجراءات ضبط الإيجارات كجزء من أنظمة الرعاية الإجتماعية التي كرست أنواعًا محددة من السيادة المكانية والاجتماعية للحكم، في حين نشطت فئات اجتماعية من خلال الدولة للمحافظة على العقد الاجتماعي. (2) مرحلة ما بعد الحرب الأهلية، عندما نفذت الدولة في عقدي الثمانينات والتسعينات من القرن العشرين برنامجًا قائمًا على النيوليبرالية، وبدأت بتصوير قاطني المساكن في المدن على أنهم يمثلون تهديدًا لسيادة الخصخصة، وأصبح الناس من غير الأغنياء يمثلون عقبة أمام المثال الأعلى الجديد لسيطرة أو سيادة التنمية والقطاع الخاص (كما يتجلى في إعادة بناء وسط البلد وإخلاء السكان القاطنين في المنطقة)؛ (3) مرحلة ما بعد عام 2000، بعد الفشل المتكرر في إلغاء إجراءات ضبط الإيجارات، بدأ استخدام نوع جديد من "سيادة الإخلاء" من قبل سلطة الدولة شبه المخصخصة، وهي دولة ظلت توصف على نحو مخادع بأنها "ضعيفة". إن التفريغ المتدرج للمدينة من سكانها القدامى، الذين أدوا دورًا جوهريًا في تاريخها الحضري وتحدّوا رسم خريطة المدينة على أساس الطائفة والطبقة، لم يحدث من خلال تغيير العقد القانوني، وإنما من خلال إعادة ترتيب السيادة. وأدت "سيادة الإخلاء" هذه إلى إنشاء نوع جديد من الحكم خارج الميدان السياسي، وأصبحت قادرة تدريجيًا على إلغاء الحق في الاستئجار ومصادرة إمكانية طرق عيش على مستوى الحياة اليومية.

نادين بكداش مصممة متمرسة وباحثة مدينية. يرتكز  بحثها على الظواهر الاجتماعية والمكانية من خلال وسائل متعددة الاختصاصات. استخدمت رسم الخرائط كمنهج  بحثي وتمثيلي  في  العديد من المشاريع  البحثية والتصميمية، منها رسم خريطة بيروت الأمنية، ورسم خريطة ملكية الأراضي على شاطئ بيروت، وإنتاج خرائط لكسب التأييد حول قضايا معينة. تبحث حاليًا في آثار ضبط الإيجارات على  التغيير الحضري  في  بيروت. وكجزء من هذا البحث، تعمل على فيلم وثائقي  يستكشف  مفاهيم التمثيل، والإطار القانوني للإيجار  القديم،  وسياسة الإخلاء. كما إنها تدرّس التصميم الغرافيكي في الجامعة اللبنانية.

عرض الكل
ACSS

رسالة من إدارة المجلس

اقرأ

ACSS

تحديد الإحتياجات

موارد للبحوث | المرصد

ACSS

إنتاج الأبحاث رفيعة المستوى

أبحاث | اصدارات

ACSS

تعزيز القدرات

تعزيز القدرات | التدريب

ACSS

المنابر والعمل الشبكى

التشبيك | الجمعية العمومية

ACSS

دعم الفكر المستقل

دعم الفكر المستقل