الدورة الأولى لمشغل النماذج الفكرية الجديدة

عبير سقسوق-ساسو: منازعة السيادة الوطنية في إنتاج الفسحات العامة في بيروت: الدالية كمثال

الملخص: في بيروت المعاصرة، يبدو أنّ "السيادة" التي تتجلى بالدولة غير مهتمة "بالعام"، وفي معظم الأحيان تكافح "العام" من خلال ضبط الفضاءات المشتركة أو إستغلالها لمصالح خاصة. ومع ذلك، لا يزال سكان بيروت يتمكنون من الوصول إلى عدد محدود من الأماكن المفتوحة في المدينة. ويتم الوصول إلى هذه المساحات واستخدامها من خلال ممارسات اجتماعية وجماعاتية تتجاوز الملكية وحيّز الأنظمة التي تضعها الدولة. وتدعو هذه الورقة إلى التعلم من ممارسات "العام" من خلال النظر في المساحات المتبقية في المدينة من أجل فهمها كفسحات عامة ومتعددة الثقافات وعادلة ومفتوحة سياسيًا واجتماعيًا. كما تسعى الورقة إلى إظهار كيفية إنتاج هذه الفضاءات والمحافظة عليها، ويتم تحليلها بوصفها "أماكن للسيادة الشعبية". ويستند هذا البحث جزئيًا إلى نتائج بحث ميداني جرى في إطار مشروع تعاوني بشأن شاطئ بيروت بعنوان "هذا البحر لي". وأركز على منطقة الدالية التي تقع على شاطئ بيروت، حيث تم تكريس سيادات جماعاتية صاغت مفاهيم بديلة للفضاء العام، إضافة إلى مفاهيم شرعية الدولة، والشعب، والناس في السياق الحضري.

عبير سقسوق- ساسو تعمل في مجالي العمارة والدراسات المدينية. شاركت في مشاريع بحثية عديدة منها تاريخ تطور ضواحي بيروت غير الرسمية (2005)، وعملية المشاركة في إعادة إعمار مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين (2010). في عام 2006 بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان، نشطت في مبادرات إعادة الإعمار في بلدة عيتا الشعب الجنوبية. وأنتجت مؤخرًا مع مجموعة الدكتافون مشروع "هذا البحر لي" عن الحيّز العام على شاطىء بيروت. وتعمل حاليًا على مشاريع متنوعة مثل رسم خرائط تشاركية في مخيم عين الحلوة، ومشروع "تصريح" وهو محاضرة أدائية وبحث عن سكك الحديد المهجورة في لبنان، وتصميم سبع مكتبات في سبعة مخيمات فلسطينية.