******* Read this call in English | Lire cette announce en français *******
أطلقت مجموعة بيروت للدراسات النقديّة للأمن، وهي مجموعة عملٍ تابعةٍ للمجلس العربي للعلوم الاجتماعيّة، مشروع جينيالوجيا الأمن في المنطقة العربيّة كجزءٍ من جهودها البحثيّة الرامية إلى تعزيز وتعميم البحث النقدي ذات الصلة بدراسة الأمن وانعدامه في المنطقة العربيّة. ويسعى هذا المشروع الذي يديره بشير سعادة (جامعة ستيرلينغ)، أحد الباحثين الناشطين مع مجموعة العمل، إلى حثّ المهتمّين على الإعراب عن اهتمامهم بالمساهمة في كتابة مقالٍ يُنشَر في عددٍ خاص من مجلّة أكاديميّة ذات الصلة.
ما هي التحدّيات التي يواجهها الباحثون في معرِض دراستهم للتصوّرات التاريخيّة ذات الصلة بالأمن؟ هل من علاقة معاصرة بين الأفكار والمفاهيم والمقاربات التي تستند إلى التاريخ وبين دراسة الأمن في المنطقة؟ هذه هي بعض الأسئلة التي يركّز عليها هذا البحث. وقد وُلد هذا المشروع من الحاجة إلى إعادة التفكير في طُرُق التفكير المعياريّة السائدة حول الأمن والتساؤل حول كيفية إجراء البحوث النقديّة حول المنطقة العربيّة ومحيطها الجغرافي القريب. وتكمن الفكرة في الاستناد إلى المبادرات السابقة مع بلورة مقاربات "محلّيّة المنشأ" لفهم "الأمن" في الشرق الأوسط والعالم العربي، غير نابعة من المعرفة المباشرة حول المنطقة فحسب بل أيضًا من فهمٍ انعكاسي يبلوره الباحثون والمشاركون الذين "اختبروا" أوضاعًا اجتماعيّة وسياسيّة مختلفة من خلال العيش و/أو البحث في المنطقة.
لا توفّر المنطقة العربيّة مجموعةً خاصةً من الديناميّات السياسيّة، ومشهدًا فريدًا ذات الصلة بتطوّر الدولة، والعلاقات بين الدولة والمجتمع، وتدخّل السياسة الدوليّة، وتطوّر مجموعات خاصّة من الجهات الفاعلة غير الحكوميّة فحسب، بل إنها طمست معالِم الحدود بين السياسة الحكوميّة وغير الحكوميّة. أخيرًا وليس آخرًاً، وسّعت السياسة العربيّة نطاق الظواهر التي يُعتقَد أنها تؤثّر على الديناميّات ذات الصلة بالأمن. وفي إطار مسعى تعاوني، نحن مهتمّون بالعمل الذي يفصّل المحفوظات والذاكرات والمفردات القائمة التي تتعقّب تطورّ المفكّرين والنظريّات في المنطقة ونسعى إلى تشجيعه. ومن شأن هذا الجهد أن يسبر أغوار أعمال الذين بلوروا السياسة الإقليميّة المناهضة للاستعمار بهدف تحقيق الاستقلال الإقليمي والتضامن العابر للحدود الوطنيّة (نيفا 1999؛ غروفوغي 1996، 2006؛ شيليام 2015). ونسعى إلى قراءة أعمال هؤلاء المفكّرين ومقارنتها مع ما يتوفّر من دراسات و/أو مقاربات نقديّة حول الأمن.
وتنطوي هذه الأسئلة على إشكاليّة رئيسيّة ألا وهي مدى إمكانيّة اعتبار "الأمن" مفهومًا (أو ركيزة مفاهيميّة) موروثًا من تكوين الدولة الغربيّة وأنماط السلطة المؤسّسيّة والتنظيميّة الحديثة ذات الصلة بالجانب التنظيمي والإشرافي. وقد انغمس الباحثون في المنطقة العربيّة بدايةً في إطار تحليل "حداثي" (زبيدة 1993)، وعانوا للاختيار بين الإبقاء على هذا "الإرث" الاستعماري أي الدولة، وفهم طريقة عمل "السيادات الضعيفة" (هينيبوش 2002، نيفا 1999)، حيث أنّ الدولة وجدت نفسها في "حالة استثنائيّة" كما زعمت مجموعة بيروت للدراسات النقدية للأمن، نظرًا للحروب المستمرّة التي تُعزى ديناميّاتها أكثر إلى تركات ما بعد الاستعمار منه إلى تكوين الدولة الأوروبيّة الحديثة (تيلي 1992).
أسئلة البحث
هل يمكن مقاربة موضوع الأمن بمعزلٍ عن التركات المفاهيميّة؟ هل يمكن النظر في حالة الدولة، والجهات الفاعلة "من غير الدولة"، والجهات الفاعلة المؤسّسيّة والتنظيميّة ذات الصلة، ليس عبر اللحاق بركب وضع سياسي أفضل على ما يبدو بل من خلال ابتكار وبلورة ديناميّات سياسيّة واجتماعيّة وتكنولوجيات خاصّة بالمنطقة؟ كيف يمكن فهم"التضامنات" أو التحالفات العابرة للحدود الوطنيّة على ضوء ما تقدَّم؟ كيف يُعاد اكتشاف "الوطني"؟ كيف لا تزال الخيالات على غرار الجهات الفاعلة القوميّة العربيّة، والإسلاميّة، و"العثمانيّة"، والقوميّة العلمانيّة المتعدّدة، والاشتراكيّة وغيرها ترسم ملامح المجتمع؟ ما هي الجماعات الاجتماعيّة أو المجتمعات الموجودة اليوم وكيف تُنتِج أشكال الأمن أو الاستقرار على ضوء هذه الديناميّات السياسيّة؟ ما هي تقاليد الخطاب والممارسة التي تستند إليها؟ كيف تتمّ إعادة اكتشافها أو تكييفها مع السياقات المختلفة؟ ماذا ومَن يشكّل الإرث العلمي في المنطقة؟ كيف تُستَعار المواد الاستطراديّة من مناطق أخرى، لاسيّما الغرب، وتُستخدَم على نحو إجرائيّ؟
أهداف المشروع
ندعو الباحثين من مختلف الخلفيّات التخصّصيّة إلى مناقشة إمكانيّات:
1. إجراء تقييم نقدي للمفاهيم والنظريّات والمنهجيّات المتوفّرة والتي تُستخدَم حاليًا لدراسة الأمن والسياسة في المنطقة العربية. ما هي الفرضيّات والقيمة التاريخيّة، والإيديولوجيّات الرئيسيّة التي يقوم عليها إنتاج المعرفة؟
2. تعقُّب حقبات التطوّر المعرفي الحديث وفي مرحلة ما قبل الحداثة ذات الصلة بفهم الواقع الاجتماعي الذي يكسر أو على الأقل لا يعكس التصوّرات الغربيّة وينسجم أكثر مع خصوصيّة المنطقة السياسيّة أو التاريخيّة. ويكمن التحدي في أن نحمّل هذه التصوّرات مسؤوليّة التغيّرات التي شهدتها القرون الأخيرة، والمواجهة الاستعماريّة، وتقسيم المنطقة إلى دول ومختلف التكوينات الاجتماعيّة والسياسيّة التي تبلورت، أو أن نأتي بأدواتٍ جديدة.
3. إعداد قائمة بالمحفوظات المحلّيّة وإتاحتها للباحثين، ما يوسّع نطاق فهمنا لهذه المحفوظات واقتراح طُرُق جديدة لاستخدامها على ضوء النقاشات المفاهيميّة الآنف ذكرها.
4. وضع قائمة بالمفكرّين والباحثين ومُنتجي المعرفة على المستوى العربي والإقليمي، والنظر إلى مثل هذا الإنتاج عبر الذهاب أبعد من النصوص والبحث في مختلف أنواع المواقع والإنتاج الثقافي فضلًا عن التجارب الاجتماعيّة والسياسيّة الشديدة التنوّع، والتكوينات التنظيميّة، إلخ.
5. مقارنة المقاربات الجينيالوجيّة الأخرى مع مثال الأمن في بلدان الجنوب.
إرشادات تقديم الطلبات
ينظّم مشروع جينيالوجيا الأمن في المنطقة العربية ورشة عمل في 19 و20 تشرين الأول/أكتوبر 2019 في جامعة الأخوين في إفران، المغرب، لمناقشة هذه المسائل.
ستساعد ورشة العمل في تطوير هذه الأفكار وتمهد الطريق لتطوير أوراق كاملة لتقديمها كعددٍ خاصّ في مجلة أكاديمية في حلول آب/أغسطس 2020. وسيتم أيضًا نشر بعض المساهمات على المنصّة الإلكترونية لمجموعة عمل بيروت للدراسات النقدية الأمنية، وفي منتدى بيروت بالإضافة إلى ترجمتها إلى اللغة العربية (إذا كانت مكتوبة باللغتين الإنجليزية أو الفرنسية) كي تتمّ مراجعتها تمهيدًا لنشرها في إطار سلسلة أوراق العمل التابعة للمجلس العربي للعلوم الاجتماعيّة.
ندعو المهتمّين للتعبيرعن رغبتهم في المشاركة عن طريق إرسال سيرة ذاتية وبيان بحثي من 500 كلمة يحاولون فيه معالجة سؤالٍ واحد على الأقل من الأسئلة المذكورة أعلاه، وذلك على عنوان البريد الالكتروني الآتي:chammaa@theacss.org
سيطلب من أصحاب الطلبات المختارة تقديم ورقة أوليّة مؤلفة من 15 صفحة قبل تاريخ ورشة العمل تعكس بعض الأسئلة المذكورة أعلاه وترسم بصورة أفضل جدول أعمال شخصيًّا.
تنتهي فترة تقديم الطلبات في 23 آب/أغسطس 2019.
يمكنكم تقديم الطلبات بالعربيّة، أو الإنجليزيّة، أو الفرنسيّة.
يتكفّل المجلس العربي للعلوم الاجتماعيّة بتكاليف السفر والإقامة للمشاركة في ورشة العمل.
إذا كانت لديكم أي أسئلة، الرجاء الاتصال بالآنسة جنى السماع على عنوان البريد الالكتروني: chammaa@theacss.org
لمحة عن مجموعة بيروت للدراسات النقديّة للأمن
يقوم البروفسور سامر عبود (جامعة أركاديا) والبروفسور عمر ضاحي (كلية هامبشير) بالإشراف على مجموعة بيروت للدراسات النقدية للأمن وتنسيق أعمالها. وهي تسعى إلى الاشتباك النقدي مع النقاشات الأكاديميّة والسياسات حول "الأمن" والعلاقات الدوليّة المرتبطة بالعالم العربي، مع تطوير مقاربات ومفاهيم بديلة تركّز على اهتمامات وتجارب الباحثين والمجتمعات في المنطقة بشكل خاص، وفي بلدان الجنوب، بشكل عام. وتركّز "مجموعة بيروت" على محاور عديدة تعمل عليها شبكة من الباحثين المتمركزين في المنطقة العربيّة والذين لديهم صِلات بها. وقد قام الأعضاء الأساسيّين في المجموعة بتأليف بيانٍ مشترك تحت عنوان "نحو مدرسة بيروت للدراسات النقديّة للأمن"، يستعرض الجذور الفكريّة للمجموعة، وأجندة البحث الخاصة بها، والمنهجيّات التي تعتمدها، وأخلاقيّات العمل التي تستند إليها.
- الصورة لبرونو فيغيريدو على موقع unsplash.com