في إطار تكريم عالم الاجتماع المغربي عبد الجليل حليم، تنظم مجموعة البحث حول الديناميات الاجتماعية وعلاقات السلطة في جامعة عبد المالك السعدي في المغرب، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، مؤتمرًا دوليًا بعنوان "الشباب والهجرة وظواهر الاستبعاد الاجتماعي: مقاربات عابرة للتخصصات" في 12 و13 آذار/مارس 2019.
ديباجة المؤتمر:
الشباب هو مرحلة حرجة وحساسة ذات أهمية قصوى في حياة الفرد والمجتمع، تستلزم درجة عالية من الرعاية والتوجيه، لتتمكن من تجاوز مرحلتها بسلام، غير أنه بالمقابل لما يمكن، فإن هذه الفئة ورغم أنها تشكل النسبة الغالبة والنشيطة والمبدعة والمتمردة والمهمشة في نفس الوقت في مجتمعاتها، إلا أن سياسة الكثيرمن الدول اتجاه هؤلاء تبقى قاصرة في العديد من جوانبها في تضمين وإدماج هذه الفئة، وبالمقابل يبرز مشكل الاستبعاد الاجتماعي المتضمن بدوره لمختلف أشكال التهميش والاقصاء والحرمان الاجتماعي كمظهر من المظاهر التي يعاني منها الشباب.
في هذا السياق يأتي هذا المؤتمر ليطرح وضع الشباب من خلال إشكاليتي الاستبعاد والهجرة للنقاش الأكاديمي والمقاربة العلمية العابرة للتخصصات، وكذا عدد من التجارب المؤسساتية و الجمعوية التي تهم هذا الوضع، أملا في إمكانية الاستفادة من هذه الطروحات والكيفيات في إيجاد التوليفات الممكنة لإدماج الشباب وتضمينه اجتماعيا واقتصاديا ونفسيا وسياسيا وثقافيا، ومواجهة نزيف ومشكلات الهجرة بمختلف أشكالها ومآسيها التي تمس هذه الفئة بصفة خاصة.
عموما، إن القضية المركزية في هذا المؤتمر ستتركز حول أوضاع الشباب من خلال مظاهر وأشكال التضمين والاستبعاد الاجتماعي التي يعيشونها، ونخص في ذلك بشكل مباشر جملة من الحقوق والفرص من قبيل التعليم والتدريب، المشاركة السياسية والجمعوية والرياضية والثقافية، الشغل، الدخل والاستهلاك، السكن، الصحة وغيرها، في المقابل سيسلط المؤتمر الضوء على آفاق وآمال وتطلعات الشباب.
إشكاليا يطرح المؤتمر للنقاش والبحث إشكالية العلاقة الطردية بين الاستبعاد الاجتماعي للشباب وظاهرة الهجرة، حيث تبدو العلاقة سببية مباشرة بينهما، إذ يتغذى متغير الهجرة من ظاهرة الاستبعاد، الذي يبدو كسبب مؤدي إليها، وبالمقابل تبدو الهجرة ذاتها كسبب أو عامل أو حتى نتيجة للاستبعاد أو مفضية بدورها له (الاستبعاد).
يؤدي الاستبعاد الاجتماعي بمختلف أنماطه وتجلياته إلى تزايد التفكير في ممارسة الهجرة، فهو شكل منطقي ناتج عن عمليات البحث عن عناصر التضمين والاندماج، التي تعذر حدوثه في العديد من البلدان، ومعه لم تتوفر الاجابات الممكنة لحاجات الشباب المختلفة، ما دفع بإعداد كبيرة منهم إلى التفكير في الهجرة بكل بأنواعها؛ الشرعية وغير الشرعية، في ظل العجز عن تحقيق تطلعاتهم وآفاقهم من جهة، ومن جهة أخرى تمثلهم وتصورهم الطوباوي للآخر (الضفة الشمالية للمتوسط مثلا)كمجال وفضاء مُخلص وصانع للمستقبل ومحقق لتقدير الذات.
بالنسبة للتأصيل النظري للمفاهيم الممكن طرحها للنقاش والمعالجة البحثية ضمن أشغال هذا المؤتمر، فإنه نبدأ أولا بمفهوم الاستبعاد الاجتماعي (Social Exclusion) الذي طرح في سياق مناقض لمفهوم التضمين الاجتماعي(Social inclusion)، والاندماج الاجتماعي(Social intégration)، في هذا السياق تداول مفهوم الاستبعاد الاجتماعي حسب كل من جوليان لوغران (J.Le Grand) وتانيا بورتشارد (Tania Burchardt) ودافيد بياشو (D. Piachaud) بدأ في السنوات الأخيرة فقط ( سنة 1997) ببريطانيا وبعض دول العالم الآخر، على الرغم من أن ظهوره الأول كان بأوروبا، وقد استخدم أول مرة من قبل السوسيولوجيين الفرنسيينسنة 1970، ليعرف طريقه إلى الخطاب والطبقة السياسية والاجتماعية بعد ذلك في فرنسا أولا ثم بقية أوروبا.
من حيث المعنى والمفهوم يرتبط الاستبعاد الاجتماعي في نسقه التعريفي كليا أو جزئيا بمعنى ومفهوم الاقصاء الاجتماعي والحرمان والتهميش واللامساواة والانقسام الاجتماعي وغيرها من المفاهيم، التي هي في نفس الوقت إحدى أبعاده، كما تعد عوامل كالفقر والهجرة وغيرها روافد ونتائج من نتائجه،مثلما نسجل تداخل كبير بين الفقر والاستبعاد الاجتماعي، ما يحيل في معناه حسب ميلر إلى أن الفئات التي تعيش تحت خط الفقر هي معظمها من الفئات المستبعدة، غير أنه عاد بعد ذلك للتدارك وتوسيع معنى الاستبعاد الاجتماعي، حيث بدا له أن هناك بعض الأشخاص ممن يعيشون تحت خط الفقر ولم يتم استبعادهم اجتماعيا، وعلى العكس من ذلك هناك بعض الأفراد مستبعدين اجتماعيا ممن هم يعيشون فوق خط الفقر، ويرتبط استبعادهم بسبب عمليات من قبيل الانحراف أو التمييز.
عموما،إن الاستبعاد هو مصطلح مختصر لما يمكن أن يحدث عندما يكون الناس أو مناطق تعاني من مجموعة من المشاكل مثل البطالة، وضعف المهارات وانخفاض الدخل، وسوء السكن، وبيئات ترتفع بها معدلات الجريمة، وسوء الأوضاع الصحة والتفكك الأسري وغيره"، وتبعالذلك يبدو الاستبعاد الاجتماعي كمفهوم معقد ومتعدد الأبعاد وفي الحدوث، نتيجة ارتباطه بمشاكل مجتمعية مختلفة، وحسب هلين (Jermyn Helen)، الاستبعاد ليس مجرد حالة تُفسر ماديا من خلال مستوى الفقر والحرمان الماديين، بل إنه أكثر من ذلك من خلال التضييق مثلا أو حتى منع الناس ليصبحوا أعضاء كاملين في المجتمع ومندمجين فهو ممارسة التمييز بينهم واللامساواة الاجتماعية والثقافية والرمزية والمرتبطة خصوصا بالعرق والجنس والإعاقة وغيرها.
طروحات أخرى لكل من دافي(Davi) وبيرن (Byrne)، تربط بين الاستبعاد الاجتماعي وعدم قدرة الأفراد على الانخراط في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وذلك بسبب العنصرية والرأسمالية والنظام الأبوي واللاعدل في توزيع الثروات والموارد، وعدم تكافؤ الفرص للجميع، وغيرها من قبيل التمييز واللامساوة بتعبير لوفيتاس (Levitas).
إذن، الاستبعاد الاجتماعي بهذا هو مفهوم متعدد الأبعاد، وهو لا يتعلق فقط بعدم وجود الموارد المادية، ولكن أيضا بمسائل أخرى من قبيل عدم كفاية المشاركة الاجتماعية وفرص الحصول على الخدمات وغيرها، ومن ثمة جاء الاستبعاد الاجتماعي ليعني معنى أوسع من الفقر من قبيل عدم القدرة على المشاركة الفعالة من طرف الأفراد والجماعات في مختلف مجالات الحياة، وحدوث الاغتراب، والبعد عن تيار المجتمع وحتى الحرمان عند بعض الفئات داخل المجتمع.
بدوره اعتبر أتكينسون (Atkinson) أن الاستبعاد الاجتماعي يختلف عن الفقر رغم ترابطهما ارتباطا لا ينفصم، وذهب إلى القول بأن الاستبعاد الاجتماعي كان دائما سببا للفقر وعدم المساواة، وإن لم يكن بالضرورة نتيجة منهم، وربط بالمقابل بين الفقر والحرمان النسبي، كما اعتبر الفقر عامل يمنع المشاركة الاجتماعية وممارسة المواطنة الكاملة، بعد ذلك جاء دور سيسيل جاكسون (Cecil. Jackson)، الذي حذر من خطر الخلط بين الإقصاء الاجتماعي والتبعية بين الجنسين، واعتبر بالمقابل الاستبعاد كنتيجة والفقر بوصفه النتيجة الناجمة عن العلاقات الاجتماعية، التي قد تكون استغلالية واستبعاد كتبعية المرأة للرجل، وإن كان العديد من أولئك الذين هم مستبعدون اجتماعيا – حسبه- لم يحرمون بالضرورة ماديا، في نفس الوقت أكّد على هناك ظروف مادية واضحة في أي مجتمع يجب أن يكون الفرد راض عنها لتجنب الإقصاء، مثل مكان العيش مثلا، في المقابلطالب آخرون بضرورة التمييز من الناحية المفاهيمية بين ما يعتبر إقصاء اجتماعي طوعي وغير طوعي.
بالنسبة للتأصيل النظري للهجرة، فإن هذه الظاهرة كانت مجالا خصبا للبحث وللمقاربة، خصوصا من العلوم الانسانية أو الاجتماعية، التي جعلت من الظاهرة موضوعا بحثي مهم لها، في هذا السياق تتلاقى المعاجم الاجتماعية والجغرافية والديمغرافية والاقتصادية لتربط الهجرة في سيرورتها بأبعاد نفسية واجتماعية واقتصادية، وهي بهذا تعرفها بالظاهرة الإنسانية والاجتماعية والتاريخية، التي ساهمت وستساهم في إعمار الأرض وتلاقي البشر والثقافات، لكن بمثل دورها الايجابي هذا، فإن لها أوجه سلبية مرتبطة خصوصا بالهجرات غير المنتظمة والسرية وغير الشرعية ومآسيها المختلفة.
عموما طرح الهجرة في هذا الشق ضمن المؤتمر، يأتي ليركز النقاش الأكاديمي على مقاربة الظاهرة في علاقاتها المباشرة وغير المباشرة بمظاهر الاستبعاد والاندماج والتضمين الاجتماعي، وبالمقابل سيكون الوقت رحبا للباحثين والمتدخلين للوقوف عند الأسباب والعوامل الطاردة والجاذبة في تمثل وممارسة العديد من الشباب بمختلف البلدان لعملية الهجرة.
محاور المؤتمر:
المحور الأول: الشباب، الاستبعاد والهجرة: الطروحات والمقاربات.
1. المسألة الشبابية؟
2. الشباب والتضمين والاندماج الاجتماعي.
3. التضمين، الاستبعاد والاقصاء والحرمان الاجتماعي والهشاشة.
4. الشباب والهجرة(النظامية/ غير النامية، الداخلية/ الخارجية/....).
المحور الثاني: الشباب وإشكالية الاندماج والاستبعاد الاجتماعي.
1. الشباب وإشكالية الاندماج التعليمي والمهارات/ التدريب.
2. الشباب وإشكالية الاندماج المهني/ سوق العمل.
3. الشباب وإشكالية المشاركة (السياسية/الجمعوية/الرياضية/ الثقافية، التطوع).
4. الشباب ومشاكل الصحة.
5. الشباب وأزمة السكن.
6. الشباب ومشاكل الدخل والاستهلاك.
7. الشباب ومشكلات الفقر والانحراف والجريمة.
المحور الثالث: الشباب بين إشكالية الهجرة وأسئلة المستقبل.
1. الشباب، العوامل والأسباب الدافعة له للهجرة.
2. الشباب بين جدلية الاستبعاد وتمثل وممارسة الهجرة.
3. الشباب وأسئلة المستقبل (تطلعات، آمال وطموحات).
4. شباب المهجر واشكاليات الاندماج ومعوقاته.
5. مبادرات وأدوار شبابية للاندماج ومجابهة الهجرة.
المحور الرابع: الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة وإشكالية الاندماج.
1. الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة والاندماج التعليمي.
2. الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة والاندماج التكويني والمهني (سوق العمل).
3. الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة وإشكالية المشاركة (المدنية، السياسية، الثقافية، الرياضية...).
4. الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة ومشاكله المتعلقة بالسكن والصحة.
5. الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة ومشاكل النقل والدخل والاستهلاك.
6. الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة ومشاكل الفقر.
المحور الخامس: الشباب والسياسات العامة.
1. الشباب والسياسات الاقتصادية (الشغل، الاستثمار، المقاولاتية...)
2. الشباب وجدلية الاندماج والتنمية.
3. الشباب والسياسات الاجتماعية (غياب تكافؤ الفرص الاجتماعية).
4. الشباب والسياسات الثقافية.
5. الشباب، تحدياته الديمغرافية ونسق السياسات العامة.
6. آثار بعض البرامج الوطنية والتجارب (محلية ودولية) في ادماج الشباب والحد من هجرته.
7. استشراف لسياسات عامة ومبادرات علمية وبحثية فاعلة وشاملة لأوضاع الشباب.
ضوابط المشاركة والنشر:
- أن يكون البحث في أحد محاور المؤتمر، وبإحدى اللغات التالية: (العربية أو الفرنسية أو الإنجليزية أو الاسبانية)، وأن يكون إضافة علميّة أصيلة، لم يسبق نشره أو تقديمه في ملتقيات أو فعاليات سابقة، أو أن يكون جزء من أطروحة أو أي نوع من أنواع البحث العلمي.
- عدد صفحات المداخلة لا يتجاوز 25 صفحة، ولا يقل عن 10 صفحة، وتكتب الهوامش بطريقة APA، مع إلحاق قائمة المصادر والمراجع في آخر البحث مرتبة أبجديا.
- الملخص يجب أن يكون عبارة على مشروع ورقة بحثية متكامل.
- الملخصات المُحكمة المقبولة تُقبل مُداخلاتها مباشرة على أن تخضع المداخلات للتحكيم لغرض النشر.
- بالنسبة للبحوث باللغة العربية نوع الخط يكون: Traditional Arabic، الحجم 14 في المتن مع الهوامش بطريقة APA. أما البحث المكتوب باللغات الفرنسية والإنجليزية والإسبانية فيكون بخط Times New Roman، مقاسه 12 والتباعد بين الاسطر 1 سم، والتهميش دائما يكون بطريقة APA.
- ترفق الملخصات مع سيرة ذاتية مختصرة، الاسم واللقب، الرتبة، مؤسسة العمل )الانتساب) ، المحور المختار، ورقم الهاتف، والبريد الإلكتروني.
- تقديم ملخصين أحدهما بلغة البحث، والثاني باللغة بالإنجليزية، مع تعيين ما لا يقل عن 05 كلمات مفتاحية.
- تبت اللجنة العلمية بالمقترحات البحثية أوّل وصولها إليها، وتعلم أصحاب المقترحات المقبولة بذلك، وتدعوهم لإنجاز بحوثهم وارسالها قبل التاريخ النهائي للمداخلات وهذا بهدف نشرها في كتاب جماعي.
- تقبل المداخلات المزدوجة، غير أنه بالنسبة للرسوم فهي 150 يورو لكل مشارك في حالة حضور مزدوج، أما إذا تكفل مشارك واحد بتقديم البحث فيدفع الأول 150 يورو، بينما يدفع المشارك المتغيب 75 يورو (ثمن للحقيبة والشهادة والنشر).
لغات المشاركة: العربية، الفرنسية، الإنجليزية، الإسبانية.
بريد الملتقى: colloque.jeunesmig2019@gmail.com
الرجاء استخدام استمارة المشاركة المتوفرة على هذا الرابط.
مواعيد هامة:
- الاعلان عن المؤتمر: بداية ديسمبر 2018.
- آخر أجل لإرسال الملخصات: 10 يناير 2019.
- الإعلان عن الملخصات المقبولة: 15 يناير 2019.
- آخر أجل لاستلام المداخلات كاملة: 20 فبراير 2019.
- الاعلان عن المداخلات المقبولة: 25 فبراير 2019
- إرسال الدعوات: 26 فبراير 2019.
- بالنسبة للأجانب والعرب ممن يحتاجون الفيزا يكون ذلك قبل هذا التاريخ.
- الاعلان ونشر برنامج المؤتمر:05 مارس 2019
- نشر وطبع كتاب المؤتمر: 10 مارس 2019
- استقبال المشاركين: مساء يوم 11 مارس 2019
- انعقاد المؤتمر: 12 و13 مارس 2019
- مغادرة المشاركين: صباح 14 مارس 2019
رسوم المشاركة في الملتقى:
- تكاليف النقل الجوّي تقع على عاتق المشاركين.
- تغطي الرسوم المدفوعة تكاليف الإقامة والإعاشة للمشاركين طوال أيام المؤتمر، كما تغطي تكاليف كتاب المؤتمر والحقيبة والنقل الداخلي داخل مدينة تطوان، وشهادة مشاركة معتمدة من جامعة عبد المالك السعدي- تطوان.
- بالنسبة للأساتذة من المغرب حددت رسوم المشاركة بـ700 درهم للمشارك الواحد.
- بالنسبة لأساتذة الأجانب والعرب حددت رسوم المشاركة بـ150 يورو للمشارك.
- بالنسبة للأساتذة الأجانب والعرب ممن يردون الحضور فقط، مع الاستفادة من شهادة الحضور الرجاء الاتصال برئيس ومنسق المؤتمر أو برئيس اللجنة العلمية للاستفسار عن الرسوم الخاصة بذلك.
للاطلاع على ديباجة المؤتمر المفصّلة، الرجاء الضغط هنا.