فاز الدكتور ساري حنفي، رئيس قسم علم الإجتماع والأنثروبولوجيا والدراسات الإعلامية في الجامعة الأميركية في بيروت ونائب رئيس مجلس أمناء المجلس العربي للعلوم الاجتماعية، بجائزة عبد الحميد شومان للباحثين العرب لعام 2014، عن أبحاثه حول التأخّر في الإنتاج المعرفي في المجتمعات العربية وتأثيره على التغيير الاجتماعي.
وتسلّم الدكتور حنفي الجائزة تقديرًا لعمله في مجال التغيير االجتماعي، وتحديدًا علاقة هذا التغيير بالثورة المعرفية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، انطلاقًا من كتابه بالعربية "البحث العربي ومجتمع المعرفة: رؤية نقدية جديدة" (2015) والطبعة الإنجليزية (Knowledge Production in the Arab World) تصدر عن روتلدج في كانون الثاني 2016.
وعمل الدكتور حنفي على الكتاب بالاشتراك مع عالم الاجتماع وأحد كبار الباحثين في معهد بحوث التنمية، ريغاس أرفانيتيس. وقد تشارك حنفي جائزته مع الدكتور معتز عبد الكريم الدبهي من جامعة الأردن.
وتُمنح جائزة عبد الحميد شومان للباحثين العرب التي أُطلقت في العام 1982، لأصحاب الدراسات العلمية المتميزة التي يؤدي نشرها وإطّلاع الجمهور الواسع عليها إلى تعزيز المعارف التطبيقية والعلمية، وزيادة الوعي حول ثقافة البحوث العلمية، والمساهمة في إيجاد حلول لمشكلات أساسية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية. وتهدف الجائزة إلى تعزيز البحوث العلمية العربية ودعمها.
وتبيّن للدكتور حنفي وفريقه أن الأبحاث العربية تعاني صراعًا بين الارتباط بالواقع المحلي والانعكاس على الواقع الدولي. وقد استكشف في بحوثه الشوائب المنهجية خلف التصنيفات الأكاديمية ومعنى مفاهيم أساسية مثل المجتمع/الاقتصاد المعرفي وتطبيقها.
وقال الدكتور حنفي: "كشفت أبحاثنا النقاب عن التقدّم الهائل الذي أُحرز في مجال المنطقة العربية، لكنها أظهرت أيضًا أن الجامعات منفصلة إلى حد ما عن المجتمعات والاقتصادات التي تتواجد فيها، وأنها تنأى بنفسها عن النقاش العام"، مضيفاً أن مثل هذه الجائزة تمنح بحوثه التقدير والاندفاع اللذين تستحقّهما.
وتابع الدكتور حنفي: "في الواقع، في حين سعت البلدان العربية إلى الانضمام إلى العالم المعولم للبحوث والتحوّل إلى ’اقتصاد معرفي‘، لم يُخصّص الوقت الكافي للمؤسسات العلمية المفككة في المنطقة، والتي يُفترض بها أن تؤمن فرصًا للأفراد تمكّنهم من البروز على الساحة العالمية".