حضي مفهوم الهوية باهتمام كبير داخل حقول العلوم الاجتماعية والانسانية، حيث تمت مقاربته من زوايا متنوعة، ومجالات معرفية مختلفة: علم الاجتماع، الانثروبولوجيا، علم النفس، علم السياسة، الأدب...لكن تناول هذا الموضوع بكثافة لم ينزع عنه صفة الغموض التي ما زالت تلفه، حتى ظهرت أصوات داخل مجال العلوم الاجتماعية والفكر المعاصر تنادي بتجنب استخدام هذا المفهوم، أو على الاقل استخدامه بحذر.
في الممارسة السياسية والاجتماعية، يثير مفهوم الهوية إشكال التدبير، فإذا كانت المجتمعات التي تعرف بعض الانسجام دينيا ولغويا وعرقيا، لا يطرح فيها نقاش الهوية بشكل بارز ، أو في الدول التي تقدمت في التدبير الديمقراطي لهذا التعدد، فإن الأمر على عكس ذلك بالنسبة للمجتمعات المتعددة لغويا، والمتنوعة ثقافيا، وخاصة التي لم تتمكن بعد من حسم أو تفعيل خياراتها الديمقراطية والاجتماعية.
لقد عاد مفهوم الهوية بقوة، غداة الانتفاضات التي عرفتها منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، بعد سنة 2011، حيث برزت خطابات تستند على الطرح الهوياتي، تدعو إلى الاعتراف الثقافي واللغوي والديني. فظهر الخطاب الأمازيغي في ليبيا وتونس، وتصاعد بشكل قوي في كل من المغرب والجزائر، وفي مصر طالب الاقباط المسيحيون بالاعتراف بهويتهم وحقوقهم، كما طالبت الحركات الإسلامية بضرورة تحصين الهوية الإسلامية للمنطقة، وظهرت بعدة دول أصوات تنادي برفع الحصار عن الهويات المقموعة، عن طريق إقرار الحريات الفردية.
في هذا السياق، تمت صياغة دساتير دول المنطقة لمرحلة ما بعد 2011، واختلفت هذه الدساتير في منهجية تعاطيها مع مطالب الهوية، فالدستور المصري لسنة 2014 جاء خلوا من التنصيص على حقوق الأقليات الدينية بمصر، كما إن الدستور التونسي لم يترجم مطالب الفاعلين الأمازيغ، على عكس الدستور الليبي مثلا، الذي نص على "ضمان الحقوق اللغوية والثقافية للأمازيغ والتبو والطوارق وكل مكونات المجتمع الليبي"،ونص الدستور الأخير للجزائر علىترسيم تمزيغت، كما أن الدستور المغربي سنة 2011 أقر بالمكونات والروافد المتعددة للثقافة المغربية، كما نص على ترسيم اللغة الأمازيغية إلى جانب اللغة العربية.
من الواضح أنه لا يمكن فصل خطابات الهوية وتدبير الدول لتعدديتها عن مشاريع الديمقراطية وحقوق الإنسان ومسارات التحديث، كما يمكن التمييز بين تيارين في التعاطي مع هذه العلاقة : تيار يعتبر الاعتراف بتعدد روافد الهوية داخل المجتمعات المتعددة لغويا والمتنوعة ثقافيا ، خيارا يهدد وحدة الدولة الوطنية وبوابة نحو التقسيم السياسي لهذه الدول، بل وتراجع عن مشروع بناء وتحديث الدولة الوطنية، و تيار يعتبر أن الاعتراف بهذه التعددية وتدبيرها هو شرط ومدخل أساسي لترسيخ قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وتحقيق التنمية بهذه الدول.
تحاول هذه الندوة إذن مقاربة العلاقة بين الهوية والديمقراطية والتحديث، من خلال الإجابة عن بعض التساؤلات التي تطرح بقوة من قبيل:
ما هي التطورات التي عرفها مفهوم الهوية داخل حقول العلوم الاجتماعية والانسانية والسياسية؟ وما هي أبعاد الخطاب وأثاره على التغيير الاجتماعي والممارسة القانونية والسياسية ؟
ما علاقة خطاب الهوية بموضوع الديمقراطية والحريات ومشروع التحديث؟ وكيف يمكن تحليل وفهم العديد من الخطابات والمشاريع والديناميات الاجتماعية والسياسية الراهنة، التي يتواجد موضوع الهوية في صلب تدافعها الاجتماعي ومرجعياتها في النقاش حول منظومات القيم ؟
ما هي التحولات التي طرأت على مفهوم الهوية الوطنية في دول شمال إفريقيا؟ وما هو مستقبل حقوق الانسان في ظل تصاعد مطالب الهوية والحريات في هذه المجتمعات؟
كيف يمكن للمجتمعات والدول المتعددة لغويا والمتنوعة ثقافيا أن تدبر اختلافها في إطار خيار ات ديمقراطية وتحديثية تصون الحقوق وتؤسس لمفهوم العمومية والعيش المشترك ؟
ستحاول هذه الندوة الإحاطة بهذه الأسئلة من خلال أربعة محاور:
-
المحور الأول : مفهوم الهوية في العلوم الاجتماعية والانسانية والتربوية
-
الهوية في العلوم الاجتماعية والانسانية ( علم النفس، علم الاجتماع، الانثروبولوجيا، علم السياسة، التاريخ...)
-
الهوية في الأعمال الإبداعية ( الرواية، الشعر، التشكيل، المسرح، السينما...)
-
الهوية في المناهج التربوية والتكوينية.
-
المحور الثاني : مقاربة الهوية عند الفاعل السياسي والمدني في شمال افريقيا
-
إشكالية الهوية والتحديث في بناء الدولة الوطنية.
-
الهوية والتحديث في خطاب الاحزاب السياسية.
-
الهوية عند الحركات الاجتماعية والاحتجاجية
-
المحور الثالث: تعاطي دساتير دول شمال افريقيا مع مطالب الهوية والتحديث والحريات
-
المحور الرابع : الخطاب الهوياتي والتحديثي في الفضاء الرقمي ( الانترنيت، مواقع التواصل الاجتماعي، يوتيوب..)
-
تواريخ
-
تاريخ انعقاد الندوة الدولية: 28-31 يوليوز 2021
-
الموعد النهائي لتقديم الملخصات: 20 ماي 2021
تتضمن إشكالية البحث، منهجيته، بيبليوغرافيا... بين 300 و500 كلمة.
-
الإعلان عن نتائج التقييم: 30 ماي 2021
-
اخر موعد لتلقي الورقة البحثية كاملة: 10 يوليوز 2021
يتراوح عدد الكلمات بين 3000 و5000، بالنسبة للغة العربية يستعمل خط Sakkal Majallaحجم 14، بالنسبة للغات الأخر Times New Roman ، مع احترام الشروط العلمية في كتابة الورقة البحثية والهوامش والمراجع.
ترسل الملخصات والأوراق البحثية على العنوان : ueci.agadir@gmail.com
ملاحظة: تتكلف الجامعة الصيفية بتوفير التغذية والإيواء للمشاركين خلال أيام انعقاد الندوة الدولية، وبطبع ونشر أعمالها.
اللجنة العلمية
رشيد الحاحي
محمد سكنفل
رشيد كديرة
شادية الدرقاوي
محمد بليلض
عبد الحكيم أبو اللوز
لحسن الناشف
عبد العزيز بليلض
محمد حنداين
أحمد بوزيد
جمال بنعبي