تعلن اتجاهات - ثقافة مستقلة عن إطلاق سلسلة حوارات حول الممارسات الثقافية المعاصرة: سوريا نموذجاً (2017- 2020) والتي قامت بإعدادها وتقديمها الباحثة جمانة الياسري، وذلك ضمن إطار برنامج أولويات العمل الثقافي والذي يهدف إلى تأسيس مساحة مشتركة بين العاملين في الفنون والتوافق على تحديد أهم الأولويات الناشئة عن التحول السياسي والاجتماعي في مرحلته الحالية، وإتاحة الفرص لرفع المعارف والوعي حول دور التدخل الثقافي في المراحل الانتقالية ومناقشة القضايا المحورية المرتبطة في هذا الشأن وتأثيرها على أشكال التنظيم ومضامين الإنتاج والتلقي.
تحاول هذه السلسة تقديم اقتراح قراءة لكيف يتفرَّج العالم على ما يحدث في سوريا عبر نتاج فنانيها الذين بات الكثير منهم في المهجر، ومن المؤكد أن هذا النتاج يشكل مادة مثيرة للاهتمام تعكس تحولات تاريخية أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها طاحنة وتثير الكثير من الجدل حول دور الفنان كشاهد على عصره ومسؤولياته الفكرية والأخلاقية أمام الحدث. كما تتوقف هذه السلسلة عند عمل المؤسسات الثقافية والفنية الدولية والأفراد القائمين عليها، خاصة المؤثرة منها في عملية تمثيل وترتيب سرديات الحكاية السورية كما يعيد كتابتها الفنانون السوريون عبر أعمالهم.
تضم السلسلة خمس مقابلات مع المدير الفنيّ لمهرجان شباك إيكهارد ثيمان، القيّمة والباحثة في سينما المؤلّف رشا السلطي، القيّمة الفنية دلفين ليكا، الفنّان والنحّات محمد عمران، والمخرج عمر أبو سعدة.
تقول جمانة الياسري في معرض تقديمها للمقابلات: "بات واضحاً أن الحديث عن تمثيل سرديات الكارثة السورية المعاصرة عبر الفنون على المستوى الدولي، يعني الحديث عن الممارسات الفنية المعاصرة عموماً، وأن الحالة السورية ليست إلاَّ جزءاً من خارطة مساحتها العالم، وأن الفن أو الفنان السوري هو اليوم في وسط سلسلة معقدة من الشبكات والآليات والتساؤلات التي لا تخصه وحده وإنما تخص مسألة إعادة تمثيل الآخر غير الغربي على الساحة الفنية الدولية عموماً، خاصة وأنه بات اليوم على أرض غير أرضه، يعمل ويتواصل بلغة غير لغته. من المؤكد أن تاريخ سوريا المعاصر يعقَّد الأمر ويجعل ردود الأفعال تتفاوت بين حيرة وقلق وإنكار أمام هول الكارثة ونتائجها الإنسانية والمادية والمعنوية بل والثقافية أيضاً؛ ولكن في النهاية هناك قواعد - وربما من الأصح هنا استخدام كلمة "سيستم" - تنطبق على الجميع. لغة عمل على الجميع أن يتقنها وإن تعددت لغاتهم".