نشرت فاتن مبارك، صاحبة منحة من المجلس العربي للعلوم الاجتماعية في إطار برنامج المنح الصغيرة، دراسة ميدانية بمداخيل فلسفية سوسيولوجية أجرتها بالشراكة مع ياسين اغلالو، في كتاب عن كلمات عابرة، منشورات جمعية نشاز. وحملت الدراسة عنوان "التعبيرات الشبابية والديمقراطية الثقافية: دراسة مقارنة لموسيقات الشارع بعد 2011 بين المغرب وتونس". إشارة إلى أنه تمّتنفيذ هذه الدراسةبدعم من المجلس العربي للعلوم الاجتماعية- برنامج المنح الصغيرة في دورته الثانية (2019) الممول من مؤسسة فورد.
تلخيص
"التعبيرات الشبابية والديمقراطية الثقافية: دراسة مقارنة لموسيقات الشارع بعد 2011 بين المغرب وتونس" عنوان دراسة ميدانية بمداخيل فلسفية سوسيولوجية تم تنفيذها بدعم المجلس العربي للعلوم الاجتماعية برنامج المنح الصغيرة بدورته الثانية (2019 ) الممول من مؤسسة فورد، صدر العمل في كتاب عن كلمات عابرة منشورات جمعية نشاز.
لطالما كانت الموسيقى جسر للتّعبير والتّواصل عند مختلف الشرائح الاجتماعية، ولغة للتّواصل... لكنها وظفت في سياقات كثيرة كوسيلة للاحتجاج إلى جانب فنون شارع أخرى التي تتجاذبها تأويلات مختلفة. هكذا وقفت الدراسة عند غرافيتي، وتجربة مسرح الشارع، وموسيقات الشارع... هذه الأليات التعبيرية الشابية البديلة تعتبر أداة للتّعبير، ونشر الفن، والجمال والثّقافة ودمقرطها من ناحية أولى، إلا أنّ البعض الآخر يعتبرها أداة للشّغب، والتّخريب خصوصا عندما يتعلّق الأمر بالغرافيتي من ناحية ثانية ، وهناك من يعتبرها وسيلة لطيفة للتّسول عندما يتعلق الأمر بموسيقات الشّارع من ناحية ثالثة.
لقد انتشرت فنون الشّارع ببلداننا حتى صارت تشكّل ظاهرة، وهي استمرار لظاهرة فنون الشّارع بأنواعها المختلفة التي أثّثت شوارع مختلف مدن العالم، وعلى الأخص منها عَوَاصِمه السّياسية والاقتصادية والثّقافية، آخذة أشكال علامات معروضة، أو كتابات مرسومة، أو لوحات منظورة، أو ملصقات مرئية، أو تماثيل منصوبة، أو مشاهد مسرحية مشهودة، وعزوف موسيقية مسموعة. ولئن كانت هذه الممارسات، وفي التّاريخ الماضي القريب خاصة، مثيرة لردود أفعال مختلفة تصل إلى التّضارب، فإنها في كلّ حالاتها لا تمرّ من دون أن تضع بصمتها على الحياة الاجتماعية المدينية بأبعادها المختلفة. وهكذا تضمن الدراسة مسألة الفضاء وعلاقته فنون الشارع خصوصا موسيقات الشارع، مرورا بمسألة الخطاب الفني الشارعي وجدلية الرقابة والحرية، وصولا للقضية المتعلقة بمأسسة فنون الشارع وصراع الفاعلين من داخل حقل فنون الشارع للانفلات من رقابة المؤسسات والرغبة في نزع الاعتراف بشكل من الأشكال وكسب مزيد من الحرية لحقول فنون الشارع.
يمكن القول أن فنون الشّارع ببلدان المغرب العربي الإسلامي، باتت تشكّل موضة لفئة عريضة من الشّباب. حيث يمكن اعتبارها الأداة المثلى للتّعبير بالنسبة لهذه الفئة التي تأثرت بشكل ملفت للانتباه بموجات التّعبيرات غير الرّسمية - أو بتعبير آخر آليات التّعبير البديلة التي استخدمت في العديد من البلدان الأخرى لخدمة قضايا التّغيير والتّحرّر. وهذا ما جعلنا نحدّد الموضوع المقترح فيما بعد الربيع العربي سنة 2011، بإعتبارها مرحلة حاول خلالها الجيل الجديد من الشباب اجتراح بدائل مغايرة للتعبير بعد احتكار المنصات الرسمية.