مشاريع المنح البحثية الممولة في إطار الدورة الرابعة

سامر ردّاد: دمج المزارعيين الحضريين في خطط التنمية الحضرية كأداة للصمود في ظل عدم الاستقرار السياسي: فلسطين كحالة دراسية

عالميًا وللمرة الأولى في التاريخ البشري، بلغ عدد سكان المدن في عام 2007 أكثر من 50% من سكان العالم،حسب إحصاءات الأمم المتحدة. وستزداد هذه النسبة إلى 66% بحلول عام 2050. مما لاشك فيه أنه سيرافق هذه الزيادة الكبيرة في حجم التجمعات الحضرية العديد من المشاكل ومنها، على سبيل المثل لا الحصر، تدهور الموارد الطبيعية، وتناقص الأراضي الزراعية، وزيادة  في معدلات التلوث بكافة أنواعه، بالإضافة إلى العديد من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية، مثل ارتفاع معدلات البطالة والفقر والجريمة. تعتبر هذه المشاكل تحديات حقيقية أمام صناع القرار في البيئات الحضرية. لذلك فإن العالم يتجه نحو مفهوم التنمية الحضرية المستدامة لمواجهة هذه المشاكل والتحديات. تشكل الزراعة في المدن أحد أسس التنمية الحضرية المستدامة، ولكن، للأسف، فإن النشاط الزراعي في المدن يعتبر جسم غير شرعي، مما يدفع مخططي المدن للدفع به إلى خارج المدن، كما أن المزارعين الحضريين لا يعتبرون مكوّنًا أساسيًا من مكونات الخطط الحضرية في الدول النامية، وخاصة في المناطق التي تشهد توترات سياسية مثل فلسطين، التي تقع تحت الاحتلال الاسرائيلي. ويمكن أن تلعب الزراعة الحضرية دورًا هامًا في صمود سكان المدن وتوفير الأمن الغذائي لسكان تلك المدن، وخاصة في حالات الحصار العسكري وعدم الاستقرار السياسي. لذلك فإن هذه الدراسة تطرح السؤال الرئيسي ألا وهو: كيف يمكن دمج المزارعين الحضريين الفلسطينيين في خطط التنمية الحضرية كأداة صمود في ظل حالات عدم الاستقرار السياسي؟ وتتبع الدراسة المنهج النوعي والكمي والكارتوجرافي في جمع ومعالجة وتحليل البيانات الأولية والثانوية المرتبطة بالهدف الرئيسي للدراسة والمتمحور حول بناء نموذج استراتيجي لدمج المزارعين الحضريين في خطط التنمية الحضرية في فلسطين. إن دعم النشاط الزراعي في المدن يساهم بشكل كبير في تحقيق أهداف التنمية الحضرية المستدامة بشكل عام، ودعم صمود سكان المدن وبقائهم على قيد الحياة بكرامة، وخاصة في حالات التوترات السياسية، كما هو في نموذج فلسطين، التي تعتبر نموذج حي لكثير من المناطق المتوترة سياسيًا في العالم، وخاصة في العالم العربي. 

---------------------------------------------------

سامر ردّاد مخطط عمراني حاصل على درجة الدكتوراه في علوم التخطيط الحضري والاقليمي من كلية الاسكان والبناء والتخطيط في جامعة العلوم الماليزية (USM). يعمل كمحاضر وباحث في قسم الجغرافيا ودراسات المدن، ومركز الدراسات المكانية في جامعة القدس في فلسطين. شغل منصب رئيس قسم ومنسق برنامج الماجستير في الجغرافيا والتخطيط الاقليمي في جامعة القدس، وهو عضو في الهيئة الادارية والتحريرية لمجلة الجمعية الجغرافية الفلسطينية. تركز مجالاته البحثية على التخطيط الحضري والاقليمي، ومراقبة وإدارة التطور العمراني، وتخطيط استخدامات الارض، وتخطيط الخدمات العامة، والتنمية الحضرية المستدامة، والزراعة الحضرية، ونظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد في التخطيط المكاني، والمشاركة الشعبية في التخطيط، ونظم المعلومات الجغرافية والتخطيط العمراني في التعليم العالي. له عدد من الابحاث العلمية المنشورة عالمياً في مجالات نمذجة التطور العمراني، وتخطيط استخدامات الأرض، والتنمية الحضرية، وبالأخص في ظل عدم الاستقرار السياسي. ويعمل حاليًا في مجال تطوير سياسات التخطيط الحضري نحو الزراعة الحضرية وإدارة التنمية الحضرية المستدامة باستخدام التقنيات الجيومعلوماتية.