مشاريع المنح البحثية الممولة في إطار الدورة الثالثة

اسماعيل الشيخ حسن: التفكير في النشاط العمراني في خضمّ الأزمات التي طال أمدها: حالة صيدا (الكبرى)

على مدى العقود الخمسة الأخيرة، شهد اللبنانيون تفكك مؤسسات الدولة، وتعزيز العلاقات بين أرباب العمل والزبائن، واستمرار مختلف أشكال الأزمات المدنية داخل البلاد. وبموازاة هذا الوضع، برزت مسارات جدلية مختلفة مثل: خصخصة الموارد العامة، وتشرذم المجتمعات، والضبابية التي لفّت معنى المواطنة، وإزالة الفضاءات العامة وتدمير المشاهد الطبيعية. وقد برزت مثل هذه المسارات بطبيعة الحال نتيجة للحروب والنزاعات، لكن كذلك كنتيجة مباشرة لعدد من مشاريع التخطيط والتنمية.

ولمواجهة مثل هذه الحقائق، برزت العديد من المبادرات على الصعيد المحلي من أجل مواجهة التطورات المثيرة للجدل والمشاريع العمرانية في البلاد. ويهدف هذا البحث إلى فهم كيفية تأثير الجهات الناشطة والمبادرات العمرانية/الاجتماعية/البيئية على مختلف أشكال مشاريع التخطيط "المثيرة للجدل" في لبنان، وذلك بغية تخطّي المصالح الخاصة ومعالجة القضايا ذات الصلة بالإنصاف الاجتماعي – رغم  وفي ظل وجود ظروف تتّخذ شكل أزمات وطنية وصراعات مذهبية.

في هذا المشروع، تؤخذ صيدا الكبرى كـ "نموذج" للمدن العربية التي تشهد حالياً تحوّلاً كبيراً تغذّيه سياسات النيوليبرالية والرأسمالية  العالمية فضلاً عن النموذج الفكري التاريخي/البارز حول الصراع المدني. ويسعى هذا المشروع إلى فهم مختلف التطورات المكانية، والاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية في مصر في إطار ديناميات الحرب، والصراع المدني، والنيوليبرالية ومشاريع التنمية. ويرمي المشروع إلى اكتشاف التأثيرات الحقيقية التي تحدثها مشاريع التخطيط والتنمية المتنوعة على قضايا الحراك الاجتماعي، وإعادة توزيع الثروة، وتقليص التفاوت داخل صيدا الكبرى.

اسماعيل الشيخ حسن هو متخصص في التنظيم المدني وناشط لطالما كان منخرطاً في سياق مخيمات اللاجئين الفلسطينيين ومشاريع إعادة الإعمار في لبنان. أتمّ أطروحة الدكتوراه في التنظيم المدني والتخطيط في جامعة لوفان الكاثوليكية، وهو محرّر منشور سيصدر في وقت لاحق (2016) بعنوان " في التنظيم المدني والانخراط الناشط في المخيمات الفلسطينية: إعادة إعمار مخيّم نهر البارد". هو منخرط حالياً في مشاريع متعددة تربط نموذجياً ما بين الممارسة الخاصة، والبحث الأكاديمي، والانخراط الناشط.