مشاريع المنح البحثية الممولة في إطار الدورة الأولى

عمر تسدال: الحاضر البيئي الفلسطيني: التنمية والزراعة والممارسة المكانية في الضفة الغربية

واجهت الضفة الغربية تغيّرات اقتصادية كبيرة خلال العقود الأربعة الماضية أدت إلى زيادة استضعاف الفلسطينيين، وخصوصاً في مجالي الغذاء والزراعة. فعلى سبيل المثال، ازداد مستوى انعدام الأمن الغذائي والاعتماد على الأغذية المستوردة ازدياداً كبيراً. ومع ذلك، ومما يمثل مفارقة مع ما سلف، يُعتبر الفلسطينيون من بين أكبر متلقي المساعدات الرسمية الأجنبية نسبة لعدد السكان. لقد تناولت الدراسات ازدياد أنظمة المساعدات وازدياد حالة الاستضعاف في فلسطين، إلا أن التحليلات تجاهلت التغيرات في العلاقات بين ’النظام الزراعي-الإيكولوجي‘ وبين ’النظام الجغرافي‘. وقد تشكلت هذه الأنظمة بفعل تصنيف الأراضي الذي تحدد وفقاً لعملية أوسلو، وعمليات السلب والتدخلات الهائلة فيالزراعة الفلسطينية من قبل إسرائيل على امتداد أكثر من أربعين عاماً.

لقدعمل الفلسطينيون تاريخياً على تشكيل هذا التجمع من القوى، والذي يمكن أن ندعوه الحاضر البيئي الفلسطيني. وسواء تعلق الأمر بالنشاط الإيكولوجي للأرض، أم بالقوانين، أم المعرفة العلمية، أم الممارسات الزراعية، أم سلطة الدولة، فقد تشكل هذا الوضع منذ مدة طويلة عبر الممارسات المحلية والنشاط النباتي للطبيعة المحيطة. وبصفة خاصة، سأبحث في الفئة القانونية-المكانية "للزراعة"، وهو موضوع تناولته تناولاً عاماً في أطروحتي لنيل درجة الدكتوراة. إن مسألة امتلاك الأرض هي مسألة جوهرية ليس فقط لفلسطين، إذ أنها مسألة حاسمة في النضالات الحالية في المنطقة العربية المعنية بخصخصة الأرض وباللامساواة. ومن الناحية المفاهيمية، تثير دراستي أسئلة حول السياسات المحيطة بالتحولات البيئية من وجهة نظر المزارعين والمهتمين بشئون البيئة، في منطقة تعاني من نقص طويل الأمد في الأبحاث البيئية. كما سيكشف مشروعي البحثي أيضاً عن إنتاج المكان والطبيعة وحالة الاستضعاف في سياق الاضطرابات السياسية.

حصل عمر تسدال على درجة الدكتوارة في الجغرافية والبيئة والمجتمع من جامعة مينيسوتا في عام 2013. ويركز في أبحاثه على المشاكل البيئية والسيادة في الشرق الأوسط. وقد حصلت أبحاثة على دعم من مجلس بحوث العلوم الاجتماعية، ومركز الأبحاث الفلسطيني الأمريكي، وجامعة مينيسوتا.