بيروت - 20 تشرين الأول/أكتوبر 2023
في ظلّ حرب الإبادة التي تقترفها السلطات الاستعمارية الإسرائيلية على قطاع غزة استكمالًا لنكبة 1948 المستمرة بدعم معلن من قبل عدد كبير من الحكومات والأنظمة المهيمنة حول العالم، وفي وجه التطهير العرقي والتمييز العنصري والجرائم ضد الإنسانية التي تمارَس على الشعب الفلسطيني، يدعو المجلس العربي للعلوم الاجتماعيّة الجماعات العلمية العربية والعالمية والمؤسّسات الأكاديمية والنقابات الجامعية إلى الوقوف ضد النظام الاستعماري الاستيطاني الإحلالي الإسرائيلي.
إنّ المجلس العربي للعلوم الاجتماعيّة، وبصفته تجمّعًا لجماعة علمية وأكاديمية من المنطقة العربية وخارجها للتفكّر والبحث وإنتاج المعرفة حول المنطقة العربية وقضاياها العادلة، يدين بشدة الخطابات الاستعمارية العنصرية والتحريض الإعلامي الخطير ضد الفلسطينيين وداعمي قضيتهم، والدعوات الصريحة من قبل بعض الأكاديميين والسياسيين والإعلاميين إلى قتلهم وطردهم وتهجيرهم -الترانسفير- إلى كلٍّ من مصر والأردن، وتشويه نضالهم، وشيطنتهم.
إننا، كجماعة علمية عربية وجنوبية، حريصة على دعم مبادئ الفكر المستقل والتفكير النقدي وحماية الحريات الفكرية والأكاديمية والنهوض بها في عملية إنتاج المعرفة، معنيّون بماهية المعرفة النقدية ودورها وإنتاجها ونجاعتها وصوابها عندما يتعلق الأمر بقضايا المضطهدين والمظلومين في العالم، وفي المنطقة العربية، وفي فلسطين المستعمَرة بالذات.
تحت وقع مثل هذه الظروف القاهرة، ثمة ضرورة أكثر إلحاحًا من ذي قبل لمساءلة المسلّمات النقدية والإبسيتمية للعدّة المفاهيمية المتعلقة: بجرائم الإبادة، والتطهير العرقي، والحقّ في المقاومة؛ ولمراجعة المقاربات الإنسانوية، والمقاربات ما بعد الاستعمارية في ظل استمرار الهيمنة الاستعمارية، وازدواجية المعايير، والسقوط في فخ المنطق الأحادي الفوقي.
إننا نرى ضرورة لوضع حدٍّ لاستعمارية المعرفة والكفّ عن دعمها من خلال سياسات تكميم الأفواه والسياسات والتدابير الاستبدادية المكبِّلة للحريات الأكاديمية للأساتذة والعاملين والطلبة، وممارسات الإكراه وتهديد الأمن الوظيفي للعاملين في المؤسسات الأكاديمية والدفع إلى معاداة الفلسطينيين.
يدعو المجلس العربي للعلوم الاجتماعيّة الجماعات العلمية المحلّية والعالمية إلى الاضطلاع بواجباتها الأخلاقية والمعرفية، والعمل على دحض البروباغاندا الاستعمارية الصهيونية، والانحياز إلى القضايا العادلة في هذا العالم. كما يدعو المجلس مختلف الهيئات العلمية الأكاديمية والبحثية إلى استخدام ارتباطاتها وعلاقاتها ومواقعها ونفوذها المعنوي والأخلاقي للضّغط من أجل ضمان الحق في التعبير الحرّ، ووقف التضييق على الأكاديميين والطلبة في كلّ فلسطين وباقي العالم.